من الحقائق التي بشرنا خالقنا عز وجل بها اننا متي دعوناه بلسان صادق وبقلب سليم اجاب الله تعالي لنا دعائنا وحقق آمالنا اذ هو القائل
ادعوني استجب لكم ولا شئ يغسل عن النفوس صداها ويمسح عنها آلامها ويعيدها الي نقائها وصفائها افضل من ذكر الله ومن التضرع
اليه بنفس مطمئنه لان الدعاء ملاذ كل مكروب وامل كل خائف وراحه كل مضطرب وصدق الله اذ يقول
والذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب
ولقد ساق لنا النبي صلي الله عليه وسلم احاديث متعدده تدل علي فضل الدعاء ومن هذه الاحاديث قوله صلي الله عليه وسلم
ليس شئ أكرم علي الله تعالي من الدعاء وفي حديث آخر قال صلي الله عليه وسلم
من فتح باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمه وان الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ولا يرد القضاء الا الدعاء فعليكم بالدعاء
وفي حديث ثالث يقول صلي الله عليه وسلم
من لم يسال الله يغضب عليه وفي حديث رابع يقول صلي الله عليه وسلم الدعاء مخ العباده
أي ان منزلته منها كمنزلة الراس من الجسد وللدعاء آداب يستحب للمسلم ان يتحلي بها من هذه الآداب
ان يستقبل خلال دعائه القبله وان يرفع يديه ثم يمسح بهما وجهه بعد الدعاء تأسيا برسول الله صلي الله عليه وسلم ففي صيح البخاري
عن عبد الله بن زيد قال خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم الي هذا المصلي يستسقي اي يصلي صلاة الاستسقاء
فدعا الله تعالي وهو مستقبل القبله وفي صحيح البخاري ايضا عن ابي موسي الاشعري رضي الله عنه قال
دعا النبي صلي الله عليه وسلم ثم رفع يديه ورايت بياض ابطيه
وروي ابو داوود والترمذي في سنتهما عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال
ان ربكم حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع يديه اليه ان يردهما صفرا أي خائبتين
وروي الترمذي في سنته عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا رفع يديه في الدعاء
لم يردهما حتي يمسح بهما وجهه كذللك من آداب الدعاء ان يفتتح الداعي دعائه بالثناء علي الله تعالي
باسمائه الحسني وبالصلاه علي النبي صلي الله عليه وسلم وان يجعل ذلك في وسط الدعاء وفي آخره
ومن الاحاديث النبويه الشريفه ما جاء عن فضاله بن عبيد رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم
رجلا يدعو في صلاته فلم يصلي علي النبي في دعائه فقال صلي الله عليه وسلم
عجل هذا الرجل في دعائه ثم ناداه فقال له اذا صلي احدكم فليبدا بحمد الله والثناء عليه ثم يصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم
ثم يدعو الله تعالي بما شاء
وعن بريده رضي الله عنه قال سمع النبي صلي الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم اني اسالك باني اشهد ان لا اله الا انت
الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال صلي الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي من دعا به اجابه الله تعالي ومن ساله به اعطاه
وايضا من آداب الدعاء ان يظهر الداعي التضرع والخشوع حال دعائه وان يلح فيه وان يكرره ثلاثا وان يبدا بنفسه وان يصدق
الرجاء في الاجابه دون تعجل اما التذلل والخشوع في الدعاء فقد أمر الله تعالي بهما عباده فقال
ادعوا ربكم تضرعا وخفيه انه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين
كذلك من آداب الدعاء ان يكثر الداعي في دعائه من الدعوات الوارده في القرآن الكريم وفي السنه المطهره فان هذه الدعوات قد اشتملت علي المقاصد الشريفه وعلي الاهداف النبيله وعلي الآداب العاليه وعلي العبارات البليغه والكلمات الواضحه الفصيحه باسلوب يفهمه العقل
ويطمئن معه القلب وترتاح له الجوارح ويسمو به الوجدان ومن هذه الدعوات القرآنيه الجامعه قوله تعالي
ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار
ومن الدعوات النبويه الحكيمه قوله صلي الله عليه وسلم
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا
هذا جانب من آداب الدعاء علينا ان نتمسك به لكي نرجو ان يجاب دعاؤنا ويقبل رجاؤنا